"أكبر سرقة رقمية في التاريخ: قصة اختراق بنك بنجلاديش المركزي"

"أكبر سرقة رقمية في التاريخ: قصة اختراق بنك بنجلاديش المركزي"

في عام 2016، حدثت واحدة من أكبر عمليات السطو الرقمي في التاريخ، والتي شهدها بنك بنجلادش المركزي. خلال عطلة نهاية الأسبوع، تفاجأ الموظفون في البنك عندما اكتشفوا أن الطابعة المسؤولة عن طباعة المعاملات المالية لم تعمل بشكل صحيح، وتركتهم في حيرة عما حدث للمعاملات. بعد عدة محاولات لتشغيل الطابعة، بدأت في طباعة معاملات غير موجودة في السجلات الرقمية، والتي جعلتهم يدركون أنهم كانوا ضحية لاختراق خطير.

الاستخبارات الرقمية كانت ضئيلة في بنجلادش، ما جعل البنك هدفًا سهلاً لمجموعة من الهاكرز محترفين. هؤلاء الهاكرز استغلوا نقاط الضعف في أنظمة بنك بنجلادش وفي نهايتي الأسبوع خلال العطلات، نفذوا اختراقًا معقدًا قادهم إلى تحويل ما يقرب من مليار دولار من حسابات البنك لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى حسابات في الفلبين.

كان نظام "SWIFT" للتحويلات المالية سليمًا، ولكن جهل البنك ببعض الإجراءات الأمنية والضوابط جعلهم عرضة للاختراق. الهكرز قاموا بإرسال طلبات تحويل مباشرة عبر نظام SWIFT، لكن المفاجأة كانت في أن بعض هذه الطلبات تم إيقافها لأسباب إدارية، وبالتالي تم إنقاذ جزء كبير من الأموال.

ما حصل من حوادث وأحداث مليئة بالتوتر والدراما، من خلال انشغال الإدارات بأمور آخر، أدى إلى أن العملية باءت بالفشل في جزء كبير منها، رغم ضياع مبلغ 81 مليون دولار. وجاءت الصدمة الأكبر عندما تم ربط هذه الحادثة بعد ذلك بمجموعات هاكرز سابقة، مع احتمالات قوية أن تكون هناك علاقة لكوريا الشمالية في العمليات.

هذا الاختراق ليس مجرد قصة سرقة، بل هو تحذير حول الأمان الرقمي وكيف يمكن لأي مؤسسة مالية أن تكون عرضة للاختراق بسبب إخفاقات بسيطة في الإجراءات الأمنية. الأمر الذي يبقى عالقًا في الأذهان هو مدى تعقيد اختراقات اليوم والتأثير الكبير الذي يمكن أن تسببته على الدول والاقتصادات، ومن المحتمل أن نرى عملاً مشابهًا في المستقبل القريب.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *