في عام 1976، كان هناك حادث مروع في مدينة نيويورك، حيث هاجم قاتل متسلسل يُعرف باسم "ابن سام" بنتين كانا جالستين في سيارتهما. الهجوم كان مفاجئًا، حيث اقترب منهما رجل غريب وفتح عليهما النار، مما أسفر عن مقتل إحدى الضحيتين. بعد الجريمة، أرسل القاتل رسالة إلى الشرطة يتفاخر بها بجريمته، مما أكد لهم أنهم أمام قاتل متسلسل بعد أن كانت هناك خمس ضحايا سابقين.
ابن سام، الذي يُعتبر أحد أشهر القتلة المتسلسلين في تاريخ الولايات المتحدة، كان يرسل رسائل إلى الصحفيين والشرطة يتبجح فيها بجرائمه. ولغرض الشهرة، كان يهرب من إمساكه مرات عديدة باستخدام أساليب غريبة. الغريب أن القبض عليه تم نتيجة لمخالفة مرورية، وليس بسبب أفعاله الإجرامية.
ولد ديفيد بركويت، المعروف بأسم ابن سام، في عام 1953. تعرض في طفولته لصدمات نفسية، من تنشئة غير مستقرّة إلى مشاكل شخصية، مما ساهم في تشكيل شخصيته المريضة. بعد أن تم تبنيه، اكتشف سر التبني في سن مبكرة، مما أثر عليه بشكل سلبي. عند بلوغه سن الرابعة عشرة، بدأ يتجه نحو العنف والنفسية المظلمة.
تطور ديفيد إلى شخص غريب الأطوار، محاولًا التفاعل مع عائلته البيولوجية بعد أن آمن أن ذلك قد يساعد في استعادة حياته الطبيعية. ولكن اكتشافه وجود أخت غير شقيقة دفعه للعودة إلى العزلة والحقد، مما أدى به إلى إشعال اكثر من 1500 حريق في نيويورك، ومحاولة قتل الكلب الجار المتسبب في الإزعاج له.
في 29 يوليو 1976، ارتكب أول جريمة قتل له، ومن هنا بدأت سلسلة من الجرائم أسفرت عن العديد من الضحايا. كانت ضحاياه في معظم الأحيان من النساء ذو الشعر الطويل الداكن، وارتكب جرائمه في أغلب الأحيان في ساعات متأخرة من الليل. على الرغم من محاولاته العديدة، كانت نسبة نجاحه في القتل قليلة ولكنها كانت كافية لإحداث فوضى ورعب في المدينة.
مع تزايد الجرائم، بدأ الناس في المدينة يشعرون بالخوف. انتشر الهلع بين النساء، حيث بدأت بعضهن بتغيير مظهرهن لتجنب أن تكون ضحايا، مما أثّر في الحياة اليومية للسكان في نيويورك. الشرطة، من جانبها، عمدت إلى تشكيل فرقة خاصة لمتابعة القاتل، ومع ذلك، كانت محاولات القبض عليه تتعطل بسبب عدم قدرتهم على تحديد هويته.
وفي النهاية، تمكنت الشرطة من الوصول إلى قاتل المتسلسل بعد صيد مُستمر. تسبب ديفيد في رعب لا يُنسى في المدينة، وترك أثراً عميقاً في المجتمع أثار جدلاً واسعاً حول كيف يمكن لشخص واحد أن يثير كل هذا الرعب. القصة ليست مجرد قصة قتل؛ بل هي دراسة في النفس البشرية وما يمكن أن ينتج عن مزيج من العوامل الاجتماعية والنفسية والخارجية.
اخيرًا، تم الحكم على ديفيد بالسجن المؤبد، ومع ذلك، يبدو أنه قد وجد طريقه للهدوء واكتساب الدين بعد سنوات طويلة في السجن. وعلى الرغم من كل شيء، لا يزال قاتل ابن سام يُعد أحد أكثر القتلة المروّعين في التاريخ ولا تزال قصته تخيف الناس حتى اليوم.