في الثامن من مارس 2014، أُقلعت الطائرة الماليزية رقم 370 من كوالالمبور، متوجهة إلى بكين، وكان على متنها 239 شخصاً. اختفت الطائرة فجأة من أجهزة الرادار فوق البحر بين ماليزيا وفيتنام، مما أثار واحدة من أكبر وأغرب الألغاز في تاريخ الطيران. على الرغم من البحث المكثف الذي كلف أكثر من 200 مليون دولار، لم يُكتشف إلا القليل حول مصير الطائرة.
في بداية الرحلة، كانت الأحوال الجوية جيدة، ومع اقتراب الطائرة من المجال الجوي الفيتنامي، تلقت آخر إشارة قبل أن تتوقف عن التواصل. بدأت السلطات في استدعاء فرق الطوارئ والبحث في جميع الاتجاهات، لكن لم يُعثر على أي أثر للطائرة في الأيام التي تلت ذلك.
مع مرور الوقت، انتشرت نظريات متعددة حول ما حدث. بعض منها كان يضم تفسيرات منطقية، مثل احتمال الانفجار أو التحطم المفاجئ، بينما كانت هناك أيضاً نظريات شاذة مثل الاختطاف من قبل كائنات فضائية. وقد أسفرت الأبحاث عن استنتاجات تدل على أن الطائرة قد تكون قد عادت إلى الأراضي الماليزية بعد تحركات غامضة.
في منتصف مارس، أكدت السلطات وجود إشارات من قمر صناعي، وأسفرت تحليلاتها عن تحديد موقع الطائرة المحتمل في جنوب المحيط الهندي. هذه المنطقة كانت نائية جداً وأكثر من 1100 كيلومتر من ساحل أستراليا، مما جعلها صعبة الوصول.
مع استمرار البحث، تم اكتشاف قطع من حطام الطائرة على شواطئ جزيرة ريونيون عام 2015، مما دعم فرضية سقوط الطائرة في المحيط الهندي، ولكن لا يزال مصير الركاب وأسباب الاختفاء تظل مرتبطة بالغموض.
خلال سنوات التحقيق، ظهرت نظريات تتعلق بسلوك الطيار، منها أنه قد يكون اتخذ تدابير متعمدة للتسبب في الحادث. ومع ذلك، لم يثبت أي دليل قاطع على ذلك. بدلاً من ذلك، أعطت التحقيقات مؤشرات على وجود حالات شاذة، مثل تخفيض الضغط في كبينة القيادة، مما جعل الركاب والطاقم غير قادرين على التنفس.
تظل قضية الطائرة الماليزية 370 واحدة من الألغاز الأكثر تعقيدًا في تاريخ الطيران، مع وجود العديد من الأسئلة بلا إجابات. فمع مرور الوقت، قد تبقى الحقائق محجوبة، وقد تظل الأحاديث حول اختفاء الطائرة ونظرياتها تلاحقنا لأعوام قادمة.