وصل “ماهر” إلى الفندق بعد رحلة مرهقة وكان يتوق للراحة. ما كان يهمه هو أن يجد سرير يستلقي عليه، ما اهتمش كثير بالغرفة اللي اختارها.
دخل الغرفة رقم 217 وأغلق الباب وبدأ يحس بشعور غريب من اللحظة الأولى. كان في هواء ثقيل ورائحة طفيفة من العفن، لكن الأغرب إنه حس كأنه موحده.
ألقى بنفسه على السرير ولما نظر في المرآة قدامه، توقف فجأة. كان فيه انعكاسه، لكن مو بس هو! كان في ظل باهت يقف وراه. التفت بسرعة، لكنه ما لقى شي.
شعر بقشعريرة تصعد في جسمه، لكنه حاول يقنع نفسه إن الأمر مجرد تعب. طفى الأنوار واستلقى ليحاول ينام، لكن النوم ما جاب نفسه بسهولة. في منتصف الليل، استيقظ على همسات خافتة.
فتح عيونه ببطء ولقى الغرفة كما هي، لكن المرآة… كانت مختلفة. مو بس تعكس صورته، كمان طلع عليها وجه غريب، شاحب وعيناه فارغتان، تحدق فيه بشكل مباشر!
قفز من السرير وهو مرتعب، وحاول يفتح الباب، لكن كان مقفول بشكل قوي كأن في يد خفية تسحبه من الجهة الثانية. بدأت الأضواء تومض، وارتفع صوت الهمسات لصرخات متقطعة. ثم فجأة… صار كل شيء هدوء.
كان ماهر يرتجف وهو ينظر للمرآة مرة ثانية، لكنها ما عاد تعكس الغرفة… بل ممر طويل مظلم يمتد بلا نهاية. وفجأة، شاف انعكاسه مبتسم! وما كان هو اللي يسوي كذا، كان في شخص ثاني يشبهه تمامًا… لكنه كان بعينين سوداويتين فارغتين.
لما عُثر على الغرفة في الصباح، كانت مفتوحة، لكنها كانت فارغة تمامًا. ما كان فيه أي أثر لماهر، غير المرآة المكسورة، وعلى زجاجها المحطم كُتبت عبارة وحدة: