هل تساءلت يومًا عن السبب وراء استمرار الحروب في العالم؟ هل هي حقًا نتيجة الصراع بين الدول أم أنه يوجد وراءها خفايا أكبر وأعمق؟
في هذا السياق، نشهد تجارب مؤلمة لأشخاص فقدوا أجزاء من أجسامهم جراء الحروب. وفي الوقت الذي تنتهي فيه حرب، تبدأ أخرى، والأمر يبدو وكأنه حلقة لا تنتهي. لماذا تستمر صناعة الأسلحة في التأثير على مصير البشر؟ وماذا عن تجارة الحرب التي يبدو أنها تتحكم في مسار الأحداث في كل مكان؟
تجارة الأسلحة ليست مجرد صناعة، بل هي إمبراطورية مالية ضخمة. من المفزع أن الدول العظمى، مثل الولايات المتحدة، تبيع أسلحة بمليارات الدولارات سنويًا، وتستفيد من كل صراع. فتجارة السلاح أصبحت شريان حياة للاقتصادات، وسببًا في استمرارية النزاعات.
نجد أن الحروب ليست فقط نتيجة لأسباب تثور في وقت محدد، بل تخلق المصالح الاقتصادية والسياسية عدوًا وهميًا لتبرير الصراع. فعلى سبيل المثال، يباع السلاح لأطراف مختلفة، بما في ذلك العصابات والجماعات المسلحة، ممّا يجعل الحروب تقترب أكثر.
يتلاعب الوسطاء بالأسواق، ويجدون طرقًا لتمويل النزاعات في جميع أنحاء العالم. لكن ماذا يحدث عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية؟ إن تطويرها يمثل مشروعًا ضخمًا يحقق عوائد مالية خيالية، فتظل الدول تتسابق لتعزيز قدراتها.
وللأسف، لا تبدو هنالك طرق سهلة لإنهاء هذه الدوامة. الأمل في أن يتوحد الناس لتحقيق السلام وتحجيم دور الشركات التي تستفيد من الحروب، هو ما نحتاجه. ولكن، يبدو أن الصراع جزء من طبيعة البشرية، والحروب ستبقى قابلة للاشتعال ما دامت هناك مصالح تسيطر على الأمور.
يجب أن ندرك أن الوعي هو السلاح الأقوى. القضايا التي تواجهنا تحتاج إلى تفكير عميق ووعي شعبي كبير. ربما يمكن لدول مثل تونس أن تكون مثالًا يحتذى به في تحقيق السلام من خلال الحوار بدلاً من الصراع.
إذا تمكنا من نشر الوعي، ورفضنا الحروب، فقد نتمكن من تغيير المعادلة نحو الأفضل. فلتبقى شعوبنا آمنة، ولنجعل من الكلمة وحدةً وقوةً في مواجهة الظلم والمعاناة.