في 18 ديسمبر 2022، قامت جريمة فظيعة في إيرلندا الشمالية حيث قُتلت ناتالي مكنالي، الحامل في شهرها الرابع، داخل منزلها. القاتل هو ستيفن ماتيلا، الذي كان يلعب لعبة جي تي أي فاي سيتي على منصته أثناء ارتكابه للجريمة. هذا البث المباشر استمر لأكثر من ست ساعات، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تنفيذه للجريمة في وقت كانت فيه الكاميرات تراقب كل تحركاته.
في صباح اليوم التالي، اتصل ستيفن بالشرطة ليبلغهم أنه عثر على جثة حبيبته. الشرطة بدأت تحقيقها بسرعة، حيث كان لديهم شكوك تجاه ستيفن بسبب تصرفاته الغريبة. ومع ذلك، قدم ستيفن حجة قوية عندما عرض عليهم البث المباشر كمثبت لوجوده في منزله طوال تلك الليلة.
عندما بدأت الشرطة في مراجعة الأدلة، تفاجأت باكتشاف أن البث كان قد تم تسجيله مسبقاً، وليس بثاً مباشراً كما ادعى. هذا الأمر كان شديد الأهمية، لأن فترة التحمل بين الجريمة وإعلان ستيفن عنها لم تكن تكفي له للعودة إلى منزله والعبث بأدلة الجريمة. بالإضافة إلى ذلك، تحدث ستيفن خلال البث عن ناتالي بشكل غريب، حيث ذكر اسمها وكأن الأمر مجرد مزحة، مما أثار مزيدًا من الشكوك.
من خلال تحقيقات الشرطة، تم تحديد مواقع الكاميرات التي سجلت ستيفن وهو يتنقل بين منزله ومنزل ناتالي، مما أدى إلى اعتقاله لاحقاً. بالرغم من أن الأدلة ضده كانت قوية، إلا أن القضية تظل مستمرة، والنية الحقيقية وراء الجريمة لا تزال غير واضحة. بعض الشائعات تشير إلى احتمال وجود دافع وراء جريمة تتعلق بالخيانة أو الإجهاض، لكن لم يتم التوصل إلى أي تفسير قاطع حتى الآن.
إن ما يزيد الأمر تعقيدًا هو أن النظام القانوني في إيرلندا له طريقة خاصة في تعيين الأحكام. بالعكس من المتوقع تمامًا، يُعتبر الحكم المؤبد في بعض الأحيان مجرد 25 عامًا. لذا، حتى إذا تم الحكم على ستيفن بالإدانة، قد لا يُعاقب بالشكل المناسب لجريمته البشعة.
تظهر هذه القضية كمثال مأساوي حول كيفية تطور الجرائم بالعصر الرقمي وكيف يمكن أن يكون للأدوات الرقمية تأثير على تحقيق العدالة. لا يسعنا إلا أن نتمنى أن تُحل هذه القضية قريبًا وأن يُعاقب الجاني بشكل يتناسب مع الجريمة التي ارتكبها.
مدون في موقع Tashwiq: عالم القصص الرائع والمشوق
