في عام 1989، كانت مجموعة من السياح في رحلة بحرية عندما اكتشفوا جسماً طافياً على سطح الماء. الأمر الذي صدمهم هو أنها كانت جثة امرأة، وبمجرد إبلاغ السلطات، بدأت التحقيقات وتبين أنه تم العثور على ثلاث جثث لنساء في نفس المنطقة. كانت الضحايا مقيدات ومربوطات بحبل، مما يوحي بأن الجريمة كانت مدبرة.
عندما وصلت الشرطة، بدأت عملية البحث عن الجرائم المرتبطة. اتضح أن الجثث تعود لنساء تم الاعتداء عليهن قبل أن يتم إلقاءهن في البحر. لم تكن هذه مجرد جريمة قتل، بل كانت عملية إعدام مروعة. لذلك بدأت شرطة فلوريدا في التحقيق واكتشاف هوية الضحايا.
بعد الكثير من الأبحاث، تم التعرف على جثتي امرأة وفتاتين مراهقتين، ووجدوا أنهن يتبعن لعائلة من ولاية أوهايو. الأم، جوان روجرز، وابنتاها ميشيل وكريستي، كن قد غادرن في رحلة سياحية. ولكن بعد ثلاثة أيام، لم يعد هناك أي أثر لهن، وبدأ الزوج، هال روجرز، يتلقى الاتصالات بشأن اختفائهن.
لكن في الوقت الذي كان ينتظر فيه الأب بشغف عودة عائلته، كان واضحاً أن تصرفاته كانت مشبوهة، إذ لم يكن لديه أي رد فعل عاطفي تجاه اختفائهن المأساوي. وهذا ما جعل المحققين يشككون في موقفه.
ليكتشف المحققون لاحقًا أنه كان هناك رجل يدعى جيسون والكوكس، مشتبهاً به محتمل. وقد اتضح أنه لديه سجل إجرامي مرتبط باعتداءات سابقة على النساء. وعندما تم التحقيق معه، حاول إنكار أي صلة له بالجريمة، لكن الأدلة بدأت تتزايد ضده.
استمرت القضية في الظهور في وسائل الإعلام، مما ساعد في تلقي البلاغات من الشهود. ومن بين هؤلاء، كانت هناك امرأة شابة تدعى جودي بلير، وهي كندية كانت قد شهدت اعتداءً على القارب من قبل نفس المشتبه به. ساعدت في تقديم معلومات حيوية للشرطة.
تركزت الأبحاث على تتبع دلائل القارب الأزرق والأبيض الخاص بالجاني، حتى تم القبض على جيسون الذي لم يتمكن من تقديم حجة قوية تدعمه. ومع التحقيقات المتزايدة، بدأت أدلة قوية تتجمع ضده، بما في ذلك بصمات على أوراق ومعومات تؤكد مشاركته في الجرائم.
خلال المحاكمة، تم تقديم الأدلة والشهادات، بما في ذلك testimonies من سجناء آخرين، الأمر الذي أدى إلى إدانته. حكم عليه بالإعدام، واستمرت الإجراءات العقابية لأكثر من عقد من الزمن.
تم تنفيذ حكم الإعدام في عام 2011، لكن المفاجأة كانت عندما اكتشفوا بعد وفاته أن لديه ضحايا آخرين، مما يشير إلى أنه كان قاتلاً متسلسلاً. وبفضل التطورات الجنائية الحديثة، تمكّن المحققون من الربط بينه وبين جرائم أخرى.
بذلك، هذه القصة تظل تمثل أحد أكثر الجرائم المروعة في تاريخ فلوريدا، مع إرث طويل من الألم والمعاناة لعائلات الضحايا.