في السادس عشر من ديسمبر عام 1985، كانت مدينة نيويورك تستعد للاحتفال بقدوم العام الجديد. لكن فجأة، في الساعة 5:26، انتشر خبر اغتيال بول كاستيلانو، الزعيم الأقوى في عالم الجرائم بنيويورك. تم قتله في مطعم على يد أربعة مسلحين، ومع وفاة هذا الرجل، تصاعدت التوترات بين المافيا والجهات الأمنية، وبالتحديد مكتب التحقيقات الفيدرالي.
توجهت أصابع الاتهام نحو جون جاتي، أبرز زعماء المافيا والذي كان يحظى بشعبية كبيرة بين الناس. بعد أن نجح في التملص من عدة ملاحقات للإف بي آي، بدأ يتعرض لمزيد من التحقيقات والتعقب. تعاون العديد من الوكالات مع الإف بي آي في هذه القضية، مما أدى إلى استخدام طرق غريبة لجمع الأدلة.
كان هناك إدوار من داخل عالم المافيا يساعدهم. قابل واحد منهم اسمه سال بوليسي متورط في عصر المافيا، وشهد ضد جون. تبيّن أن القتل كان جزءًا من عالم معقد مليء بالمصالح والأموال والمخدرات. وبالاستناد إلى قوانين جديدة، قررت الجهات الأمنية استخدام الشهادات القديمة لإدانة جون وكيفية ارتباطه بالمنظمة الإجرامية.
في عام 1990، بدأت محاكمته. تمت الاستعانة بمجموعة من التسجيلات الصوتية الخاصة به، والتي أدانته بشكل فعال. ومع مرور الوقت، اقتربت الأدلة ضده، واستجاب المطلوبين للأمر لتنفيذ محاولة دفعه إلى تقديم اعترافات جديدة.
ومع جمع الأدلة، قُدّم جون للمحكمة مرة أخرى، حيث أعيدت المقايضات عن القضايا القديمة وضغوط العلاقات. في النهاية، تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
قصة جون غوتي، الزعيم الأقوى في عالم المافيا، كانت مسيرة متقلبة مليئة بالمحاولات الفاشلة والملاحقات القانونية القاسية. في نهاية المطاف، أظهرت الأحداث أن العدالة قد تصل حتى في أحلك الظروف، وأن التاريخ لن ينسى هذه الدروس المهمة.
