في عام 2016، قام فريق وثائقي بزيارة منزل شاب يُدعى "ريليان هايمن" للتحقق من ادعاء غريب يُدعي أنه يملك القدرة على تذكر كل يوم مر عليه في حياته منذ طفولته. الأغلبية من العلماء كانوا يعتبرون هذا الادعاء مستحيلًا، لكن الفريق كان مصممًا على اختبار الحقيقة وراء ذلك.
الفريق بدأ بتوجيه تواريخ عشوائية له، واستغربوا من قدرته على تحديد اليوم الذي يوافق كل تاريخ، بالإضافة إلى وصف حالة الطقس والأحداث التي حدثت في ذلك اليوم تحديدًا. بدا الأمر وكأن هناك شيئًا غير عادي في قدرته على استرجاع تفاصيل عميقة من حياته دون تركيز خاص على الحفظ.
ريليان، الذي يعيش في ويلز، كان يتحدث عن تفاصيل حياته بدقة، بما في ذلك أزيائه، وأين كان، وماذا كان يفعل في تلك اللحظات. هذه القدرة تستند على استرجاع الذكريات التي عاشها بالفعل، وليس الحفظ، وهذا ما جعله مختلفًا. في هذا الإطار، تحدثت والدته عن كيف كانت تجده يصحح لها التواريخ عندما تتحدث عن أحداث قديمة، مما جعلهم يقبلون أنه مصدر موثوق للمعلومات التاريخية العائلية.
نتيجة للاختبارات، أصبح الفرق مؤمنًا بأن لديه قدرة حقيقية. وهذا دفعهم لإجراء مزيد من الاختبارات، واحدة منها كانت مع بطل العالم في الذاكرة، وهو شخص معروف بتقنياته في الحفظ. بعد مجموعة من الاختبارات، أقر هذا البطل بأن قدرة ريليان تختلف كليًا عن أي تقنية أو أسلوب يمكن تعلمه. هذا القبول من قبل خبير في المجال يبرز مدى طبيعة قدرة ريليان الفريدة.
لكن لم يكن ريليان الشاب الوحيد الذي لديه هذا النوع من الذاكرة. كان هناك امرأة أمريكية تُدعى "جل برايس" تُعتبر أول شخص مُعترف به في العالم لديه القدرة على تذكر كل يوم من حياتها دون الحاجة لنقاط مرجعية. ومع ذلك، فإن جل كانت تعاني من عدم قدرتها على النسيان، مما جعل حياتها أكثر تعقيدًا وأدى إلى مشاكل نفسية.
على مر السنين، تم البحث عن هذه الحالات الغريبة من خلال العلماء، وتم تشخيص حوالي 62 شخصًا حول العالم بنفس الحالة النادرة. كانت الفحوصات تشير إلى أن هناك مناطق في أدمغتهم نشطة أكثر من المعتاد، لكن السبب وراء ذلك لا يزال غامضًا.
بالنظر إلى هذه القدرات الفريدة، يتساءل العلماء إن كان هناك إمكانية للتوصل إلى فهم أعمق لهذه الظاهرة، وكيف يمكن استخدام المعرفة الناتجة عن فهم هذه القدرات لتحسين مجالات مثل علاج أمراض الذاكرة مثل الزهايمر.
تظل هذه الموضوعات مثيرة للفضول، وما زال هناك الكثير لاستكشافه.
