في التسعينات، ابتكرت مطاعم ماكدونالدز حملة تسويقية ضخمة في أمريكا بعنوان "لعبة مونوبولي". كانت فكرة الحملة بسيطة، حيث يحصل الزبائن على بطاقات مع كل وجبة، وقد تحتوي هذه البطاقات على جوائز مذهلة تتراوح من إلكترونيات إلى سيارات، وحتى جوائز مالية تصل إلى مليون دولار. كانت أكبر جائزة هي مبلغ المليون دولار، وهو ما كان يحلم الكثيرون بالفوز به. نتيجة لذلك، زادت مبيعات ماكدونالدز بشكل كبير.
ومع مرور السنوات، تكرر الإعلان عن هذه الحملة، لكن المفاجأة الكبرى كانت أن هناك فائز واحد شرعي بجائزة المليون دولار، وهذا الفائز لم يتواجد من 1989 إلى 2001. اتضح لاحقًا أن الفائزين الآخرين كانوا ضحايا لعملية احتيال كبيرة يقودها رجل يُطلق عليه "العم جيري". تمكن هذا الرجل من سرقة ما يزيد عن 25 مليون دولار على مدى 12 عامًا.
تسارعت الأحداث عندما تلقت إدارة FBI بلاغًا من مخبر مجهول يفيد بأن هناك تلاعبًا يحدث في لعبة المونوبولي. قدم المخبر أسماء ثلاثة أشخاص فازوا بجائزة المليون، وأكد أن بينهم علاقات قرابة. بدأت FBI تحقيقاتها، واستمرت في تتبع خيوط هذه القضية الغريبة.
أثبت المحققون من خلال الأبحاث أن معظم الفائزين كانوا مرتبطين ببعضهم، مما أثار شكوكا كبيرة حول نزاهة المسابقة. حصل العم جيري على البطاقات الفائزة وتلاعب بها، حيث تمكن من استغلال النظام حتى لا يتم اكتشافه. بعد فترة، بدأت FBI في الحصول على الأدلة والبحث عن تفاصيل أكثر حول كيفية تحدث الفائزين وبطاقة الفوز.
تحت الضغط، تم عقد اجتماع مع إدارة ماكدونالدز، حيث تم الاتفاق على إطلاق حملة جديدة تحت مراقبة FBI. بينما استمر التحقيق، بدأت FBI بمتابعة الفائزين، لكنهم لم يحصلوا على الكثير من المعلومات من هذه اللقاءات.
في النهاية، تجمع العديد من الفائزين في لاس فيغاس تحت ذريعة "احتفالية" لتكريمهم، وهذا كان جزءًا من خطة FBI لجذب الأشخاص المطلوبين للاستجواب. وسط هذا الفوضى، بدأ العديد من الوسطاء في العمل مع العم جيري، مما ساعده في توزيع الجوائز بطريقة غير مشروعة.
وفي عام 2001، حققت FBI في القضية، وتعرض العديد من المتورطين للاعتقال من بينهم العم جيري. بينما تموت الكثير من الأعمال تحت ضغوط هذه الفضيحة، أعلن ماكدونالدز أنهم سيتحملون المسؤولية وسيدفعون تعويضات للزبائن.
تظهر هذه القصة كيف يمكن أن يصبح الطمع سلاحًا ضد صاحبه. إذا كنت تبحث عن مغامرات مثيرة وجرائم غامضة، فإن هذه الحكاية هي واحدة من تلك القصص التي لا تنسى.