في عام 2017، وقع حدث مأساوي في ماليزيا حين تم الإعلان عن وفاة كيم جونغ نام، الأخ الأكبر لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في مطار كوالالمبور. كانت ظروف وفاته غامضة، مما أثار الكثير من التساؤلات حول الاغتيال الذي تم تدبيره بشكل مروع، حيث كانت المتهمتان بتنفيذ الجريمة فتاتين في العشرينات من أعمارهن: واحدة إندونيسية وأخرى فيتنامية.
قبل وقوع الحادثة، كان كيم جونغ نام يعيش في الصين، وكان في زيارة قصيرة إلى ماليزيا، حيث اعتقد أنه في رحلة عادية. لكن ما لم يكن يعلمه هو أن الفتاتين كانتا تنتظرانه في المطار بأوامر من منظمات سرية مرتبطة بكوريا الشمالية. عند دخوله إلى المطار، تفاجأ كيم بفتاتين تغطيان عينيه كممازحة، وهو ما تبين لاحقًا بأنه لم يكن مزاحًا على الإطلاق. الفتاتان استخدمتا مادة كيميائية قاتلة تُعرف باسم "في إكس"، وهو نوع فتاك من أسلحة الأعصاب.
وبعد تصرف كيم بجنون في محاولة لفهم ما حدث، طلب المساعدة من الأمن في المطار، لكن الحالة كانت قد تفاقمت بشكل كارثي حيث بدأ تأثير السم يظهر بسرعة. على الرغم من الإسعافات الأولية، توفي كيم قبل أن يتمكن الأطباء من إنقاذه.
في أعقاب الحادث، بدأت السلطات الماليزية تحقيقات موسعة. تم القبض على الفتاتين اللتين نفذتا العملية، وفي البداية بدا أن كل شيء يشير إليهما كالمسؤولتين عن الاغتيال. ومع ذلك، ظهر أن هناك مخططًا أكبر وراء هذه العملية، حيث تم إدراج أسماء ثمانية أشخاص آخرين، يشتبه في أنهم مرتبطون بكوريا الشمالية.
خلال المحكمة، برزت الكثير من الأدلة والشهادات التي أظهرت أن الفتاتين كانتا ضحية للخداع والتلاعب. كانتا تعتقدان أنهما تشاركتا في تصوير مقالب، دون أن يدركا خطورة ما كان يُطلب منهما. وبعد عامين من المعاناة في السجن، تم إسقاط التهم عن إحداهما لتعزيز الضغوط السياسية، بينما الأخرى حصلت على حكم أخف كما اتضح أنه كان مدفوعًا بتحقيق أوسع في القضايا السياسية.
هذه الحادثة لم تكن مجرد جريمة عادية، بل كانت تشير إلى صراعات عائلية ونزاعات سياسية عميقة في الشؤون الداخلية لكوريا الشمالية، مما جعل العالم كله يراقب عن كثب التطورات في هذا الملف المثير للجدل. طبعًا، على الرغم من كل ما حدث، استمرت كوريا الشمالية في نفي أي تورط في الجريمة.
تستحق قصص مثل هذه التفكير العميق حول اللعبة السياسية والنفوذ، وما يمكن أن يصل إليه الأفراد في إطار الصراع من أجل السلطة.