قصة اختراق تويتر: مراهق يسرق الملايين

قصة اختراق تويتر: مراهق يسرق الملايين

في 15 يوليو 2020، انتشر على تويتر تغريدة مثيرة للجدل من حسابات موثوقة لعدد من الشخصيات العامة الكبيرة مثل إيلون ماسك وأوباما، حيث وعدوا بإعادة ضعف مبلغ البيتكوين الذي يتم إرساله إليهم. وعلى الرغم من أن هذه التغريدة بدت كنوع من الخداع، إلا أنها كانت جزءًا من أكبر عملية اختراق في تاريخ تويتر، قادتها مجموعة من المراهقين.

الذين يقفون وراء هذه العملية كان أحدهم جراهام إيفان كلار، مراهق نشأ في تامبا، فلوريدا، وكان يعيش حياة تبدو أكثر بروزًا مما تحتمل عائلته. منذ صغره، بدأ في عالم الألعاب، وخصوصًا لعبة ماين كرافت، حيث استخدم مهاراته في النصب على اللاعبين الآخرين.

بدأ جراهام، الذي كان يبدي مظهر الثراء، في توسيع إجرامه ليلعب دور الهكر. اتجه إلى بيع الهوية الرقمية من خلال منصات مثل "أوجي يوزرس"، حيث كان يشتري ويبيع أسماء الحسابات المخترقة. ومع مرور الوقت، أصبح بارعًا في عمليات التهكير، مما ساعده على استهداف مستثمرين في العملات الرقمية.

لكن الأمور لم تظل على حالها. بعد سلسلة من النجاحات، تورط جراهام في جريمة قتل أحد أصدقائه، مما أدى إلى تفاقم مشكلاته مع السلطات. ومع ذلك، استمر في استخدام مهاراته للتلاعب بالناس والتهرب من العقوبات.

في ليلة الأختراق الشهيرة، تمكن جراهام وأصدقاؤه من استهداف حسابات موثوقة على تويتر، مستغلين نقص الحماية بسبب عمل الموظفين من المنزل أثناء جائحة كورونا. استخدموا طريقة الاحتيال بتبديل شريحة الاتصال للحصول على معلومات الدخول. وفي أقل من 30 دقيقة، حققوا أهدافهم وبدأوا في جمع البيتكوين.

لكن مع الضغط من السلطات، تم القبض عليهم بعد فترة وجيزة، وعلى الرغم من استعادة بعض الأموال، كانت هناك عواقب قانونية وخيمة تنتظرهم. خلال المحاكمة، وبدلاً من مواجهة عقوبات قاسية، قبل جراهام صفقة تقضي بالاعتراف بالذنب مقابل عقوبة أقل.

قصة جراهام تظهر كيف يمكن للمراهقين استخدام مهاراتهم في عالم التكنولوجيا لأغراض أكثر خطورة، وكيف أن التجاوزات يمكن أن تؤدي إلى عواقب غير متوقعة. تبرز هذه القصة أيضًا الحاجة إلى تعزيز الأمن الرقمي والوعي بالمخاطر المحتملة في العالم الرقمي.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *