هروب التابو: قصة أسطورة التشابو غوزمان

هروب التابو: قصة أسطورة التشابو غوزمان

سلام عليكم، في هذا المقال راح نتناول قصة أحد أخطر السجون في المكسيك، سجن بوينتا جراندي، وكيف تمكن المجرمون، وعلى رأسهم زعيم عصابة سينالوا، "التشامبو"، من إدارة إمبراطوريته حتى داخل السجن.

هذا السجن كان معروفًا بأنه الأقوى في المكسيك، حيث كانت نسبة السجناء للحراس 1:2، مما يعني أنه لكل سجين هناك حارسين. ولكن السبب وراء هذا النسبة المجنونة هو أن هذا السجن كان مخصصًا لأخطر المجرمين، بما في ذلك زعماء عصابات المخدرات. هؤلاء المجرمين كانوا يمتلكون جيوشًا خاصة بهم، منصوبين بكل أنواع الأسلحة الثقيلة.

في عام 1993، تم القبض على ابن السينالوا، التشامبو، بعد مطاردة عنيفة من السلطات. ولكن البقاء في السجن لم يمنعه من إدارة إمبراطوريته. لقد كان يستغل الرشاوى بشكل فعّال، حيث لم يترك مسؤولًا أو حارسًا في السجن إلا واشتراه، مما سمح له بالعيش في رفاهية.

ومع مرور الوقت، طوّر طرق التهريب، حيث قام ببناء أنفاق تحت الأرض باستخدام مهندسين مختصين، مما جعله يتجاوز الحدود من دون الحاجة إلى الطائرات أو السفن. هذه الأنفاق كانت تفتح على أمريكا، وتسمح له بتهريب كميات هائلة من المخدرات.

في عام 2001، بعد صدور قانون يُتيح تسليم بعض المجرمين إلى أمريكا، شعر التشامبو بالخطر وبدأ يخطط لعملية هروبه الكبيرة. لقد نجح في دفع أحد حراس السجن لتقليل عدد الحراس في زنازينه، ثم استخدم عاملًا يعمل في غسيل الملابس ليقوم بإخراجه من السجن مخفيًا في عربة الملابس القذرة.

عملية الهروب كانت معقدة لكنها مثالية. تم تنفيذها من خلال التخطيط الدقيق والرشاوى، وتمكن من الهروب وسط حالة من الفوضى في السجن. ومع أنه تم اكتشاف هروبهم سريعًا، لكن قوات الشرطة المحلية كانت تتبعهم وهي مفسدة، مما أتاح له وقتًا كافيًا للابتعاد.

للأسف، استمر التشامبو في إدارة عمله لمدة 14 عامًا قبل أن يتم القبض عليه مجددًا في 2014 بعد عملية دهم فاشلة. لقد تم احتجازه في سجن أكثر أمنًا، لكن بالطبع، لم يكن هذا نهاية القصة، حيث أنه بدأ في وضع خطة جديدة للهروب مرة أخرى.

التشامبو عُرف بمراوغته، حيث قام ببناء نفق جديد تحت الحمام. تم تصميم هذا النفق بأسلوب محترف، مما سمح له بالهروب مرة أخرى من أحد أقوى السجون في المكسيك.

لكن لم تنتهي القصة هنا. بعد اعتقاله للمرة الثالثة، تم نقله إلى سجن أكثر أمانًا، حيث تستمر الحكومة المكسيكية في محاولة الحفاظ عليه بعيدًا عن السيطرة. في النهاية، تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة، تمامًا كما كان متوقعًا لبعض أكثر المجرمين تسييرًا.

قصة التشامبو تقدم صورة مذهلة عن عالم العصابات وعالم التشابك بين الفساد والقانون. تراهم يستخدمون أحدث التقنيات والأساليب للتهرب، هل هو مجرد هروب من قانون لا يستطيع القبض عليه، أم أنه جزء من نظام مفسد؟

هذه القصة لا تتعلق فقط بعصابة أو مجرم، بل عن الخيوط المعقدة التي تربط بين المجتمع، السلطة، والاقتصاد. في الختام، المجال مفتوح للنقاش حول تأثير هذه الأحداث على المجتمعات والأسواق والمستقبل.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *