لغز سرقة البنك الغامضة: حادثة سم القاتل في اليابان

لغز سرقة البنك الغامضة: حادثة سم القاتل في اليابان

في عام 1948، شهدت اليابان واحدة من أغرب الحوادث الغامضة في تاريخها، عندما دخل رجل غامض يرتدي معطفاً طويلاً إلى أحد فروع بنك اليابان الإمبراطوري. الحادثة التي لم تكن مجرد سرقة تقليدية، بل كانت تتعلق بطريقة تنفيذ فريدة تركت آثارها على المجتمع الياباني لفترة طويلة.

داخل البنك، طلب الرجل من الموظفين التحدث إلى المدير، لكنهم أخبروه أن المدير مريض. بدلاً من ذلك، تحدث إلى نائب المدير وقدم نفسه كطبيب من وزارة الصحة، مشيراً إلى أنه هنا لتوزيع علاج لمرض الزحار الذي كان ينتشر في المنطقة. بعد أن أقنع الموظفين بأن الأمر جاء بتوجيهات من السلطات، تجمع الجميع للحصول على الدواء المزعوم.

ما حدث بعد ذلك كان مأساويًا؛ حيث شرب الموظفون الدواء الذي تبين لاحقًا أنه سم. بعد دقائق فقط، بدأ الموظفون في الشعور بحريق شديد في حلوقهم، وهرعوا إلى الحمام. في هذا الوقت، رجلهم الغامض استغل الفوضى وجمع بعض الأموال من المكاتب، بما في ذلك شيك بقيمة 177,000 ين.

عندما عاد موظفو البنك، كان قد خلف وراءه عدد كبير من الجثث، بما في ذلك جثة طفلة كانت تنتظر والدها. كان للشرطة مهمة صعبة للغاية في تحديد هوية الجاني. رغم أن الشهادات التي حصلوا عليها لم تكن مفيدة كثيرًا، إلا أنهم توصلوا لاحقًا إلى أنه ارتكب حوادث مشابهة في بنوك سابقة، جرب فيها أدوية مسمومة.

التحقيقات أسفرت عن القبض على فرد يُدعى سراميت شي، الذي أصبح المتهم الرئيسي. لكن لم يكن هناك دليل قاطع يربطه بالجريمة سوي اتهامات حول مبالغ مالية كبيرة مُودعة في حسابه بعد فترة قصيرة من الحادثة. بمواجهة الضغوط من الشرطة، اعترف بعد أيام من التعذيب، لكن سرعان ما تراجع عن اعترافاته أثناء المحاكمة، مدعيًا أنه تعرض للتعذيب.

اهتمت وسائل الإعلام بقضيته، وتم تقديم أكثر من 20 طلبًا لإعادة المحاكمة، لكن جميعها تم رفضها. على مدى السنوات، تم تداول نظريات متعددة حول هوية الجاني الحقيقي، واستمرار الغموض حول هذه القضية المعقدة. رغم أن سراميت شي تم اعتباره المجرم، إلا أن العديد لا يزالون يعتقدون أن الأمر يتعلق بكيان غامض أو تجارب سابقة مرتبطة بالتاريخ العسكري الياباني.

تجدر الإشارة إلى أن القضية كانت مُفيدة في تسليط الضوء على قضايا العدالة والضغط النفسي الذي تعرض له المتهم، مما دفع الكثير للتساؤل حول كيفية تحقيق العدالة في مثل هذه الظروف. ومع مرور الزمن، ستظل هذه القصة محفورة في ذاكرة اليابانيين كواحدة من أغرب الجرائم التي لم تُحل بالكامل.

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *