كان عادل ولد يحب التكنولوجيا بشكل كبير، لكن مكنش يتخيل إن هاتف مستعمل هيغير حياته بشكل كامل. اشترى الجهاز من موقع إلكتروني بسعر رخيص، ولما شغله لاحظ إن فيه تطبيق غريب ما ينفعش حذفه اسمه “المكالمة الأخيرة”. الموضوع كان غريب، لكنه ما اهتمش في البداية.
بعد شوية، حمسه الفضول إنه يفتح التطبيق، ولاقى فيه سجل مكالمات موش هو اللي عملها، كلها كانت في أوقات متأخرة من الليل، وكلها لنفس الرقم المجهول، وكل مكالمة استمرت ست وستين ثانية بالضبط.
في نفس الليلة، رن الهاتف من الرقم نفسه. عادل تردد شوية، لكن قرر يرد. سمع صوت همس مش واضح يقول: “أعده… قبل فوات الأوان!” وبعدين انقطع الاتصال.
الخوف مسك فيه، فبدأ يدور على صاحب الهاتف اللي قبله، واكتشف إنه كان لشاب اسمه “سليم”، واللي اختفى من سنة في ظروف غامضة. والأغرب إن كل واحد حاول يحل لغز اختفائه مات بطرق غامضة أو اختفى تمامًا.
بدأ عادل يعاني من كوابيس مرعبة، يسمع أصوات همسات غامضة وهو نايم، وأحيانًا أصحى ألاقي الهاتف مفتوح على التطبيق بشكل تلقائي. وفي ليلة، صحي على رسالة غامضة ظهرت على شاشة الهاتف: “أنت التالي”.
فزع وقرر يتخلص من الهاتف. رماه في النهر، لكن لاقاه الصبح على مكتبه. كسره بمطرقة، لكنه رجع زي ما كان. كلما حاول يتخلص منه، كان بيظهر جنبه كأنه بيطارده.
في الليلة الأخيرة، رن الهاتف مرة تانية، وهادئ وهو بيرتجف. ماسمعش غير صوت تنفس ثقيل، وبعد كده صوت يشبه صوته يقول: “لقد تأخرت!”
في الصبح، أخوه دخل عشان يوقظه، لكن ما لقيهوش. كان الهاتف ملقى على سريره، وشاشته بتنور برسالة جديدة: “من التالي؟”